اترضى باختيار الله لك
تمر علينا مواقف صعبة والاختيار فيها يكون اصعب .قد نتعرض مثلا لاختيار يغير مسار حياتنا بالكامل ونكون فى حيرة من اخذ القرار بالقبول ام بالرفض.
مهما استعنا باقرب الناس لن يستطيعوا مشاركتنا او مساعدتنا فى تحمل مسئولية الاختيار الاصوب لان الغيب لا يعلمة الا الله.فالافضل ان نستعين بالله حتى نسير فى الطريق الصحيح .
من نعم الله العظيمة، وآلائه الجسيمة على العبد المسلم، استخارته لربه، ورضاه وقناعته بما قسمه وقدَّره له خالقه ومولاه، ففي ذلك السعادة الأبدية، وفي التبرم والتسخط بالمقدور الشقاوة السَّرمدية، وذلك لأن الغيب لا يعلمه إلا الله، ولا يطلع عليه أحد سواه.
لهذا روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من سعادة ابن آدم استخارته الله".
على العبد بعد الاستشارة والاستخارة أن يقدم على ما ترجح لديه نفعه، وعليه أن لا يتردد، فقد روي عن وهب بن منبه قال: قال داود عليه السلام: "يارب، أيُّ عبادك أبغض إليك؟ قال: عبد استخارني في أمر فخرت له فلم يرض".22
قــد لا نجــد كــل مــا نــريــده فـى حيــاتنـا ولـكـن كــل مــا فــي حيــاتنــا هــو اختيـار الله لــنـا ومـهـمـا بـحـثـنـا لـــن نجــــد افـضـــل مـــن اختيــــار الله لــنـا فـــكــن عـلــى عــلــم بــأنــه ســوف يأتي الـيوم الذي يــخــتار الله لــك فيه الافــضــل.
إنما الرضا ـ كما يقول ابن القيم ـ سكون القلب إلى قديم اختيار الله للعبد أنه اختار له الأفضل فيرضى به
الله يعلم بما يكون ،، وبما سيكون هو عليم بكـل شيء ،،، وعلم الإنسان قاصر لا يعلم الخير لنفسه .
إن الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد الأمور المطلوبة من المسلم كي يستكمل إيمانه بالله، وضح ذلك الحديث الذي سأل فيه جبريلُ الرسولَ صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم: 'أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآ...خر وبالقدر خيره وشره' [رواه مسلم]. ومما يهون على المسلم مصيبته أو خسارته أو ابتلاءه، أن يوقن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وبأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن كل ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن تخلق السماوات والأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث مخاطبًا ابن عباس رضي الله عنه: 'يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاه، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف' [رواه الترمذي وأحمد]، وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد:22]، وقال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51]،
ربما يكون اختيار الله عكس رغبتنا او عكس ما يقتضية العقل والمنطق ولكن بالتأكيد هو الافضل ومثال ذلك قصة سيدنا موسى والخضر.أن هذه القضايا التي أجراها الخضر - عليه السلام - هي قدر محض أجراه الله وجعله على يد هذا العبد الصالح، ليستدل العباد بذلك على ألطافه في أقضيته، وأنه يُقَدِّر على العبد أموراً يكرهها جداً وهي صلاح لدينه، كما في قضية الغلام، أو هي صلاح دنياه كما في قضية السفينة، فأراهم نموذجاً من لطفه وكرمه ليعرفوا ويرضوا غاية الرضا بأقداره المكروهة .
فلنرضى باختيار الله حتى وإن كان ضد رغبتنا اوضد المنطق او ضد المصلحة من وجة نظرنا.